كيف بدأت المعركة؟
أعلن أيلون ماسك عن شرائه أسهم بنسبة 9.2% في شركة تويتر في 4 أبريل 2022، في حين أن حصته لم تكن تتجاوز الـ 5% في 14 مارس، لكنه بفضل التداول بالأسهم تمكّن من الاستحواذ على 9.2% من أسهم الشركة في 4 أبريل.
بعد هذه المفاجأة، قررت شركة “تويتر” تعيين ماسك في مجلس إدارتها وتحديد سقف ملكيته بنسبة 15%، فوافق ماسك في بداية الأمر لكنه غيّر رأيه لاحقاً.
ما سر إعجاب ماسك بمنصة تويتر، وما هي نتائج إصراره على استحواذها؟
الإعلان عن المفاجأة: في 14 أبريل الماضي، أعلن الملياردير أيلون ماسك عن استعداده لشراء أسهم شركة تويتر مقابل 54.20 دولاراً للسهم الواحد (ما يعادل 54.17 يورو)، كما كشف للصحافة ووسائل الإعلام عن رغبته بشراء الشركة مقابل 44 مليار دولار (ما يعادل 43.97 مليار يورو).
بعد أسابيع من إفصاحه عن رغبته بشراء تويتر، حاول ماسك التراجع عن صفقة الشراء، فأعلن في 13 مايو تعليق الصفقة إلى حين معرفة نسبة الحسابات الوهمية في شبكة تويتر، مشيراً إلى أن فريق عمله يتحرى بدقةٍ عما جاء في بيان تويتر بأن أقل من 5% من الحسابات وهمية أو رسائل غير مرغوب فيها.
ماذا كان رد فعل تويتر على تقلبات ماسك؟
من جانبها، أعلنت شركة تويتر أن الصفقة مع ماسك لا تزال سارية المفعول، وقالت: “نعتزم إغلاق الصفقة وإنفاذ اتفاقية الاندماج بالسعر والشروط المتفق عليها”.
لكن قلّة الثقة بين الطرفين أدت إلى تجميد الصفقة، حيث قدّم ماسك ورقة انسحابه رسمياً من الصفقة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات وفي 8 يوليو. فما كان من شركة تويتر إلا أن ترفع دعوى قضائية على الملياردير العالمي في ولاية ديلاوير، مطالبةً إياه بالانسحاب وفقاً للشروط المتفق عليها.
معركة مليئة بالدراما.
من الصعب فهم شروط وتفاصيل هذه الصفقة، خصوصاً أن الطرفين رفعا دعاوى قضائية مطولة، وسرّبا الرسائل الخاصة، وقاما بحملات هجومية على بعضهم على منصة تويتر.
في 17 أكتوبر وقبل رفع القضية إلى المحاكمة ، كان حساب ماسك على تويتر يضم نحو 100 مليون متابعاً، وفي 27 أغسطس أي بعد يومين من قبول مجلس إدارة شركة تويترعرضه لإعادة شراء الشركة، نشر ماسك على حسابه تغريدة قال فيها “في المرة المقبلة سأشتري شركة كوكاكولا لكي أعيد الكوكايين إليها”.
هذه التغريدة لاقت تفاعلا هائلا، حيث نالت أكثر من 870 ألف إعادة تغريد و 4.8 مليون إعجاب وأصبحت أحد أشهر تغريدات العام 2022.
كيف انتهت المعركة التي استمرت 10 أشهر؟
بعد 10 أشهر من المناكفات الطويلة انتهت المعركة الطاحنة، حيث أعرب ماسك بشكل مفاجىء عن رغبته بإتمام الصفقة في منتصف أكتوبر أي قبل أسبوعين فقط من موعد المحاكمة، فقدّم عرضاً جديداً بنفس السعر الذي تم الاتفاق عليه مسبقاً وهو 54.20 دولارًا للسهم، وقد نجح بالاستحواذ على شركة تويتر مقابل 44 مليار دولار وحولها إلى شركة خاصة في 28 أكتوبر، وزفّ هذا الخبر من خلال تغريدة نشرها على حسابه قال فيها: “لقد تحرر الطائر”.
كم عدد الأشخاص الذين تم تسريحهم بعد تسلّم ماسك منصبه الجديد؟
قبل تسلّم ماسك منصبه الجديد، كانت شركة تويتر تضم نحو 7500 موظفاً، لكن عدداً كبيراً من الموظفين قدّموا استقالتهم بعد أن طالبهم ماسك بالعمل “لساعات طويلة وبكثافة عالية” أو مغادرة الشركة، فانخفض عدد الموظفين إلى 2700 موظفاً.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، حيث عزل ماسك في أول يوم عمل له الرئيس التنفيذي والمدير المالي والمدير القانوني في شركة تويتر.
هل كان أيلون ماسك يراهن على تحقيق مكاسب مالية مقابل شراء تويتر ؟
قد تكون الإجابة نعم ، لكن دعونا نسترجع معاً بداية القصة.
في يناير 2021 ، وصف إيلون ماسك موقع تويتر “بالأحمق” بعد حظره حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وصرّح أنه يريد حماية حرية التعبير وأن ما تقوم به الشركة لا يحقق المكاسب المالية فقط بل يؤثر على الإيديولجيا أيضاً، لذا بعد إتمام الصفقة مباشرةً غرّد ماسك قائلاً: “حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، وتويتر هو ساحة مدينة رقمية حيث تتم مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية”.
وسرعان ما أعاد ماسك تفعيل حساب دونالد ترامب بعد استلام منصبه الجديد في شركة تويتر، حيث نشر تغريدة على حسابه قال فيها “إعادة الرئيس السابق ترامب” وأرفقها بميزة التصويت تاركاً الحرية للناس للاختيار بين خيارين “نعم” و “لا”. وبعد ذلك، أًصدر ماسك عفواً عاماً عن الحسابات المجّمدة في “تويتر” وغرّد قائلاً:”لقد تكلم الناس”.
هل تؤيد السياسات التي يتبعها ماسك والمسار الذي يسلكه؟